الإصابه
بالعين: أقسام :
أقسام العينالإصابة بالعين إما أن
تكون من عين الإنس أو عين الجن ، فالجن يصيبونبالعين كإصابة الإنس أو أشد ، ففي سنن النسائي عَنْ
أَبِي نَضْرَةَ عَنْأَبِي سَعِيدٍ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِالْجَانِّ وَعيْنِ الإنسِ فَلَمَّا نَزَلَتِ
الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَبِهِمَا وَتَرَكَ مَا
سِوَى ذَلِكَ . وتنقسم العين الى ثلاثة أقسام ، وهذاتقسيم افتراضي وليس قطعي :
العين المعجبة : إن
النفس إذا ما أفرطت في الإعجاب بنعمة من النعم أثرتفيها وأفسدتها بإذن الله تعالى ما لم يبرك صاحبها ، يقول
تعالى في سورةالكهف: } وَلَوْلآ إِذْ
دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَقُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ
مَالاً وَوَلَداً { ،ويقول ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا
يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُلَهُ بِالْبَرَكَةِ) جزء
من حديث رواه أبن ماجة .
يقول ابن حجر : أن العين
تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحبومن الرجل الصالح ، وإن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر
إلى الدعاء للذييعجبه بالبركة فيكون ذلك
رقية منه أ.هـ.
العين الحاسدة : تخرج
العين من نفس حاسدة خبيثة ، خبيث صاحبها ، وهي فيالأصل تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود
, يقول الله تعالى : }
وَدّ كَثِيرٌ مّنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِإِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ
مّن بَعْدِ مَاتَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ
{ [البقرة: 109العين القاتله ( السمية
) : تخرج العين من العائن إلى المراد إعانته بقصدالضرر ، قال الكلبي : كان رجل من العرب يمكث لا يأكل
يومين أو ثلاثة ، ثميرفع جانب من خبائه فتمر
به النعم فيقول : ما رعى اليوم إبل ولا غنم أحسنمن هذه ، فما تذهب إلا قريبا حتى يسقط منها طائفة ، فسأل
الكفار هذا الرجلأن يصيب رسول اللهبالعين ويفعل به مثل ذلك ، فعصم الله تعالى
نبيه وانزلقوله تعالى: }وَإِن
يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَبِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ
إِنّهُلَمَجْنُونٌ{ أ.هـ.
وعند أحمد عَنْ أَبِي
ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( إِنَّالْعَيْنَ لَتُولِعُ بِالرَّجل بِإِذْنِ اللَّهِ حَتَّى
يَصْعَدَ حَالقًاثُمَّ يتَرَدَّى مِنْه)
. فقد يصاب الإنسان بعين سمية في رأسه فتتلف خلايامخه فيصاب بالجنون ، أو قد يصاب الإنسان بعين سمية في
نفسيته فيجهد منالضيق والحزن والكآبة
وتضيق عليه الأرض بما رحبت فمثل هذا يخشى عليه منالانتحار والعياذ بالله .
يقول ابن القيم في كتابه
بدائع الفوائد عندما تعرض لتفسير سورة الفلق : فلله
كم من قتيل وكم من سليب وكم من معافى عادى مضني على فراشه يقول طبيبهلا أعلم داءه ما هو ، فصدق ليس هذا الداء من
علم الطبائع ، هذا من علمالأرواح وصفاتها
وكيفيتها ومعرفة تأثيراتها في الأجسام والطبائع وانفعالالأجسام عنها وهذا علم لا يعرفه إلا خواص الناس
والمحجوبون منكرون له أ.هـ.
قال الحافظ أبو بكر
البزار في مسنده عن جابر بن عبدالله عن أبيه قال: قالرسول الله: (أكثر
من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس) قال
البزار يعني العين .
المصدر: لقط المرجان